Monday, July 4, 2011

جوليا ... أدم

- أدعى جوليا
- أدعى أدم 
- تلقيت برقيه بداخلها دعوه لمراسم أحتفال بجسد هامد مصاب ... يطلقوا على انفسهم أقارب و يطلقوا على عزيزه بعيده المدى ... تأكدت من أنهم لا يعرفونى مطلقآ فلا أحد يلقبنى بالعزيزة .. الصديقه ... المحبه 
حياتى تتسارع و كلامى فى قلته كثير ... متمرده على جميع الاشياء ... فالكون شيئ عظيم و البشر ليس لهم قيمه ... نظرت الى المراه 
- هل ستأتى معى اليوم ؟
- لن تعقدى العزم بعد 
- الحق تقولين .. و اعترف بحلقة الوصل الغير مرئيه 
- لم تسمعى لاحد منذ عقود .. فالوجوه تشبه بنقطه حبر على الورق 
- سوف أذهب متخفيه و فى الزوايا سأختبآ
أرتديت ثوبآ طويلا يحكمه أحزمه من الوسط ... أسود اللون ...ذهبت الى اصحاب الدعوى 
و قلت : انا جوليا ... أتيت للاراه
و قال : انا أدم ... أتيت لاراها 
مكثت بعض الوقت فى أواخر الصفوف ... و لم أبدى أي أهتمام ... فلا أعرفه ولا أقدره .. تشابكت الانظار و زادت التسائلات ... من هى ؟؟؟ و ترى من تكون ؟؟ ... انا جوليا .. و اكون ... اكون ... و نظرت الى اسفل قدمى و قلت انا جوليا ... هكذا كان الفرق ..هكذا كانت الاجابه .


انا أدم ... حياتى تسير ببطى شديد كرجل يبلغ من العمر 90 عامآ ... صوتى له طابع السكون و أحاديثى أكتفى بها لذاتى .. ذات يوم كنت أسير فوق السحوب و رأيت أمرائتى المفضلة تمارس هوايتها و هيا النحت ... كل ليله عند أشتياقها لشئ بعينه تقوم بنحته .. فكانت غرفتها تمتلكها رغباتها و أمنيات و تخيلات و فى الوسط مرأة كبيره ... كنت أقوم بزيارتها كل حين للآخترق هذه الفضاء الفسيح داخل أنطوائها .. فكانت تشعر بوجودى و تبدأ فى تمزيق الرياح حول جسدها ... فتبدآ الاعاصير و أهرب خارجآ .


أسكن فى الزاويه المطله على شارع ضيق يحتويه السكارى و العطاش و فاقدى الاراده ممتلكين الوهم و السعاده ...فكنت أجلس و أميل برأسى على أواخر النافذه لكى أرى الرصيف بطوله و أشارك جرائم الليل و حياه المضطربين .. كثيرآ كنت أود الانظمام ... ف جوليا يجذبها كل من هو مثير وغير أمن و لكن لا أستطيع ترك الزاويه و حالها 
- ماذا بكى جوليا 
- أنت مره أخرى 
حاولت النهوض و لكن هزمتنى قوه ضعف جسدى 
- الوروود لكى .. العادات و التقاليد لى 
عرفت جوليا أنه سوف يمسك بزراع أنسان مريض تفشى المرض بداخله و حوله فقلت
- سيأتى الاوان تخرج فيه النساء عرايا ... سافرات الوجوه ... كاشفات الصدور 
-لا أمانع بل أجد هذه جدير بالركع أمامه فأنه تحفه فنيه قيمه
نظرت إليه و كأن الزمن يرجع الى الوراء عندما كنت طفله أصدق من كان يعبث بى .. فقلت له لا أريدك أذهب بعيدآ
تراجع أدم و نظر الى جوليا و كأنها نظرات الفراق و عادت جوليا الى وضعها السابق بجانب النافذه 


اليوم سوف أنحت جسدين ..رجل يلتقط أمراته من الخلف بزراعيه ... عراه ... فبدأت جوليا فى نحت الجسدين المتلاصقين فكان زراع الرجل حول وسط المرأه فكانت قدميها واحدة الى الامام و الاخرى بين رجلى الرجل و كانت رأسها بين رأسه و كتفه ... عينيها مغلقه تمامآ .. شفتيها ليسوا على وفاق فما أوسعهما ... صدرها أشبه بتفحاتين معلنين مدى نضاجتهما و رغبتها فى اللمس ... شفاه الرجل كانت ملتحمة برقبه الفتاه .. و كانا الجسدين فى قشعريره و رعشه .. فعندما أنتهيت من النحت سمعت تصفيق و أبتسامه فعرفت أن هذا أطراء ... فلا أحد يرى ماذا أفعل ولا أحد يعلم بوجودى ..
- دعك من هذا .. ما الذى جاء بك هنا 
- لا اعرف شتاء غير شتائك ولا رؤيه جميله تندس فى فراش الصبايا مثلك 
أخذت أدخن و جلست أمامه 
- لو كنت تفكر أن أناملى ستصنع منك رجلا او عيناى ستسعد برؤيه جسدك فأنظر الى النافذه و شاركهم الكارنفال
- من قال لك أنى أريد هذا
- شفتاى تمدح نفسى و أراك تنفى الشبهات 
- أعرف جنونك ... هيا بنا 
- لا ... لست على أستعداد ... أرحل 
خرج المخلوق الغريب الذى لا أعرف حتى أسمه ولا حياته ولا أقاربه ... فكيف يصح له أن يمتلك كأس فضه قد ملئه السوس ... قمت و اعددت الطعام .. جلست داخل زاويتى الدافئه و لكنى سكبت جميع كأس الخمر داخل وعاء الطعام و القيت به بعيدآ ... فسمعت ناقوس الوحده يتردد داخل غرفتى فوضعت يدى على أذنى و صرخت حتى النعاس .


- جوليا أحضرت لك كأس أخر 
- أشكرك
- أدعى أدم
نظرت إليه و أستهويت حديثه .. و كنت منتظره دعوته للاسترخاء و السلام 
- جوليا ماذا لو طلبت منك الخروج قليلا فهل توافقين ؟
فشاحت جوليا بنظرها الى النافذه و قبل أن تتكلم 
- ليست هذه هيا الحياه 
فتقدمت جوليا نحوه و رأى أدم بريقآ و أخدها الى الخارج و حملها على زراعيه 


فتحت عينى فى الصباح الباكر و لكم أكن فى وضع الطفل داخل جوف أمه ... رسمت شفتاى أبتسامه رقيقه .. أعددت قهوه الصباح و جلست على فراشى مره أخرى و أنتظرت أدم .. فأتى سريعآ إلى 
- لا أريدك أدم 
- ماذا بكى 
- لا أريدك
- ساعدينى ... لست أفهم شيئآ
- الوداع أدم 
و نظرت جوليا بعيدآ و قام أدم بحمل جسده متجهآ خلف الستار و توالت الليالى و الشهور و كثر ضجر جوليا.. كانت ترى أنها سوف تقوى على ما بداخلها زمنآ طويلآ و لكنها لم تقوى عليه لحظة واحده .. فأسرعت فى الخروج للبحث عنه 
- أدعى جوليا ... أنا جوليا
و رأيت أدم ينظر إلى و يقول 
- تعالى معى .. لنحتسى الشراب ... تعال لنطلق العنان ... نخلق علاقة جنسية ... اى شئ 
وافقت على الفور و أخذنى الى منزلى بين مخيلاتى المنحوته و قمنا بعلاقة جنسية أستمرت لساعات طويله .. و بعد ذالك بدأت فى طرح أسئله تراود أفكارى ... و لكنه أكتفى بالصمت .. فتقابل الصمت بحسنآ لا عليك ...
توالت الاحاديث من جانبى و مكث أدم داخل منزلى و قلبى ... فرحت به ... و بدآ فى البوح بما بداخله فكلما قالى لى شيئآ فكنت أدرك بمدى أهميت جوليا داخل قلبه.


فكان هناك شيئآ لم أبوح به و حاولت كثيرآ أخفائه ..  أمراضى الكثيره..  فكنت أتراقص أمامه ... و كنت أرتصم بالارض من خلفه ... و فى يوم تعاظمت الاوجاع و علمت أن النهايه أقرب من شعر رأسى ... فقمت و بدأت فى نحت تمثال أخر ... رجل و أمرأه ... يحتضنا بعضهم ... الشفاه خلقت على الشفاه ... و الجسد أشبه بتوئمين حديثى الولاده .. و حين أنتهيت شعرت بتهالك .. و رأيت أدم فى قمه الغضب و السكون و لم أسمع أيأ من التصفيق او الاطراء فتوجهت إليه
- أذهب 
- لا
- أنا جاده ... أذهب بعيدآ
- قلت لا 
- أكتفيت منك 
- أعرف حاجتك لى 
- لآ تتركنى .. أنا أرتعد خوفآ
 - انا بجانبك جوليا

و أيقن أدم و جوليا أنها النهايه فتعانقا و ذابت جميع التماثيل المنحوقة من حولهم و لم يتبقى سوى جسدين حقيقين كاملين منحوتين.

No comments:

Post a Comment