جلست أحدى الليالى تحت صخرة الماضي التى لا تريد أن تتفتت حتى بعد اشتعال النيران مره أخرى و رؤيه اللهيب بعيون من كان حولى ... جلست وحدى و معى رفيقى الكوب الحار الذى اتلمس شفاه الساخنه على شفتاي فى شغف و حنان حيث احدثه بصوت صرير البحار فيهمس إلى كموج هائج يشتت افكارى و يعيد سيطرة إله صخره الماضي على كيانى و جسدى ... فتبتعد شفتاي عن هذا الكوب داكن اللون مستدير الهيكل كصدر أمراه في الثلاثون من العمر
انصت بعينى إلى العدم لساعات طويله حيث يكاد من حولى فى الاعتقاد اننى كفيفه البصر قوية الحواس و تبدآ حدقه عينى ان تتصور الاشياء فى تحرك و تزاحم و لكن وحدة الاناس مع تخيلات بصري لا تعبر عن ما بداخلى ولو لبعض من الوقت... فهل يومآ خدعت حواسك؟ وهل عند خداعها تصور الاخرون ان هذه الخدعه حقيقه و أن
تلك الشعوذه لم تهلك مع الوقت ؟؟
لا تتكئ على ذراع رجل ولا جسد أمراه تعلم أولآ مراره العيش وحيدآ فى مخدعك لتتحول هذه المراره إلى حلاوه شفاه كوب ساخن فى ليل عاتم يسيطرعليه رائحه جسد سهام حارقه تقبض على عنقك و محبتك فستهوي اذلالها و تعشق الانسحاق العنيف داخل قبضتها ... فهكذا ستكون ضعيف جاهل لشريعه البشر و لكن سينموا بداخلك لص شرير يقف ليسلب عقارآ و يهدآ وحيدآ بكوبه الساخن فى ليل مظلم يتحاكى بين ستائره عن مدي الاحتياج و تمرد جسد فى الرحيل عن هذا العالم بهدوء .